(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) : كثيرا ما أسمع تفسير القوة بالسلاح والجهاد ، ونادرا ما أسمع أن معنى القوة في الآية أشمل من مجرد قوة السلاح...فهو يشمل القوة الاقتصادية والقوة العلمية والقوة الإعلامية والقوة الحضارية وليس فقط قوة السلاح......للعلم : إن الناتج القومي للدول العربية مجتمعة يساوي الناتج القومي لأسبانيا فقط..! فأين القوة الاقتصادية ؟!....وللعلم فإن عدد العلماء الباحثين في أمريكا = نصف مليون عالم مقارنة بـ إثنا عشر ألف عالم في إسرائيل وحدها (نعم إسرائيل !) وألفين عالم فقط لا غير في بلاد الخليج مجتمعة !!...فأين القوة العلمية ؟...
فرض الكفاية : هو العمل الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين.....وإن المثل الذي يضرب عادة لتوضيح هذا الفرض هو صلاة الجنازة مثلا....ولكن لهذا المصطلح معنى أشمل وأعم من مجرد أمور العبادات...فوجود أطباء يعالجون المسلمين يعتبر فرض كفاية على الأمة ، ووجود مهندسون ، وصناع للأسلحة ، وعلماء في باقي الأمور الدنيوية تعتبر من فروض الكفاية...أي أنه يجب أن يكون بين المسلمين من هم أكفاء في تلك المجالات ليغنوا الأمة عن الحاجة إلى أعدائها.....أتمنى من الدعاة أن يركزوا على هذا المعنى الأعم لمصطلح (فرض الكفاية) حتى تصحو الأمة من سباتها وتبدأ بالأخذ بالأسباب....فلا أعلم كيف نريد أن ننتصر على قوم نعتمد عليهم في 90 إن لم يكن 100% من حياتنا اليومية من أجهزة وسيارات وتليفونات وكمبيوترات وأدوية وأسلحة وآلات وألبسة و..و...و...و(معليش تعبت فالقائمة طويييلة)
البدعة : كثير من الدعاة وأئمة المساجد (بارك الله فيهم) يعلن حربه على بدع الشعائر ، فصيام اليوم الفلاني بدعة والصلاة الفلانية بدعة وهكذا....ولكن نادرا ما أسمع الأئمة يتكلمون عن البدع الدنيوية...يعني : عدم إتقان العمل بدعة ، والخمول والكسل وانعدام الإنتاج المنتشر في العالم الإسلامي بدعة ، واحتقار المرأة وهضم حقوقها وتقليص دورها في المجتمع بدعة ...كلها أمور مبتدعة لم تكن عند المسلمين أيام الرسول صلى الله عليه وسلم....وأتساءل لماذا يركز الدعاة على البدع في الشعائر فقط ويهملون الحديث عن هذه الأنواع من البدع التي أدت إلى سقوط حضارة المسلمين ؟؟....
وأختم بقول الشيخ محمد الغزالي (إذا كلف إنسان بعمل فإن إنجاز هذا العمل على أفضل وجه يعد فرض عين وجب أداؤه كالصوم والصلاة ولا يجوز له أن يتراخى فيه أو يفرط وكل ذرة من استهانة فهي عصيان لله واعتداء على الدين)